إضغط هنا لتنتقل 

مقالات

عبدالعزيز الفريح وفنون الإدارة المدرسية

 خلال فترة من الزمن الجميل للتربية والتعليم في بلادنا وفي عصر كان التوجيه والإرشاد والمتابعة والاحتواء وبناء الشخصية بالإضافة إلي إكساب العلم والمعرفة أحد أهم احتياجات المجتمع في العملية التعليمية وتحديدا في المتوسطة النموذجية بحي الملز في العاصمة الرياض.. تواجد في إدارتها الأستاذ القدير والمربي الفاضل عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم الفريح “أبوأحمد” والذي شغل إدارتها لفترة أثنى وعشرون عاما مابين العام 1386 وحتى العام 1408 للهجرة.. حيث كان يمثل حالة فريدة وخاصة وناجحة ومشهود لها في الفكر التربوي وفنون الإدارة المدرسية وشارك في وضع العديد من البرامج والخطط والتربوية كما ساهم في إعداد وتأليف بعض المناهج والمقررات الدراسية.

  استطاع الأستاذ عبدالعزيز الفريح خلال هذه المرحلة إدارته قيادة المتوسطة النموذجية على أساس أن الإدارة مزيج من العلم والفن.. حيث سخر كافة الإمكانيات والأدوات التي استطاع أن يوظفها بخبرته وحلمه وحسن تدبيره ليخلق بيئة تربوية وتعليمية جيدة ذات علاقات طيبة ومتكاملة بين الإدارة المدرسية وهيئة التدريس والطلاب والأسرة.. لتحقق المنظومة التعليمة تحت إشرافه جميع الأهداف المرسومة وتكون أكثر إنتاجية وتؤدي رسالتها بالشكل الذي يضمن نجاح العملية التعليمية المتمثلة في المعلم والطالب والمنهج والوسيلة والنشاط.

  لقد سبق الأستاذ عبدالعزيز الفريح عصره في علوم الإدارة المدرسية وفن التعامل التربوي كمنهج تربوي.. استفاد من علمه وثقافته وطيبته وأخلاقه ومكانته الاجتماعية ومحبة الناس له والتي انعكست على شخصيته كقائد تربوي ليكون الأخ والصديق لجميع زملائه ويشاركهم تنظيم العمل والقرار التربوي داخل المدرسة.. والمربي الفاضل والموجه والأب الحنون لتلاميذه والذي ركز فيه على بناء الشخصية العامة للطلاب وتنمية الوازع الديني وغرس القيم الاجتماعية والمبادئ الطيبة والأخلاق الحميدة وتسليحهم بالعلم والمعرفة والثقافة وإكسابهم الخبرات اللازمة لضمان أكمالهم لمسيرتهم التعليمة ليكونوا فئة فاعلة ومنتجة في المجتمع.. وكان من شدة حلمه وحكمته دائما ما يمسك العصا من المنتصف من خلال خبرته وتجاربه في التعامل حتى جعل من المدرسة بيئة جاذبة وبيت ثاني لجميع التلاميذ.. مما جعلهم أكثر ارتباط بالمدرسة وساهم في القضاء على التسرب الدراسي حيث كانت هناك أصوات خارجية دائماً ما تسحب التلاميذ عن مقاعد الدراسة في تلك الفترة.

  تعودنا يوميا في كل صباح أن نستمع له في كلمة مدير المدرسة في طابور الصباح.. حيث كانت تشمل عبارات ملئيه بالحكم والتوجيه والنصح والإرشاد يشحذ فيها الهمم ويرفع المعنويات..  والذي كان الجميع يلمس فيها محبته للطلاب وحرصه على نجاحهم وتفوقهم وغيرته على المجتمع.. لذلك لا غرابه أن يتذكره اليوم وبكل خير ومحبه وتقدير العديد من خريجي المتوسطة النموذجية.. مؤكدين أن لمديرهم الفاضل “أبوأحمد” وقربه منهم دورا وبصمة في حياتهم جعلتهم يستشعرون في تلك المرحلة أهمية التعليم على مستقبلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى