إضغط هنا لتنتقل  

مقالات

(المرأة الأشيقرية ودورها الريادي)

منذ القدم والمرأة الأشيقرية شريكة للزوج وللأب في جميع نواحي الحياة وتتفانى في خدمته وتقديم سبل الراحة له وهو يبادلها ذلك الشعور إمتثالا لأوامر الله عز وجل ولأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فتقاسمه العمل المنزلي و التجاري والزراعي والحرفي فتراها قبيل صلاة الفجر تستيقظ مع زوجها متوجهة لإعداد المشروبات الساخنة كالشاي والحليب والقهوة العربية مع التمر وبعض المأكولات الشعبية كالمصابيب والحنيني….الخ فينصرف الرجل لأداء الصلاة بالمسجد وتتوجه هي لمصلاها وإن كان لها أطفال فتوقظهم..الأولاد يرافقون والدهم إلى المسجد والبنات يؤدون الصلاة معها بالبيت وبعد بزوغ شمس ذلك اليوم ينصرف الجميع إلى أعمالهم فإن كان زوجها أو والدها صاحب زراعة فهي ترافقه للعمل في بستانه وتقوم بتأدية جميع الأعمال الزراعية المناطة بها وإن كان زوجها أو والدها يمارس التجارة فتتأثر بهذه البيئة التجارية وتمارس التجارة التقليدية المنزلية على بنات جنسها… والمرأة الأشيقرية تتفوق على الرجل بكثرة المهام والأعمال التي تؤديها ومن ذلك
أولا:-
جلب المياه الصالحة للشرب والإستخدامات المنزلية بإستخراجها من البئر عن طريق الدلو وسكبها بالإناء النحاسي المسمى (المروى) ولوالدتي أطال الله في عمرها قصة طريفة حول سقوطها ببئر العصامية عام١٣٦٣ هجرية وخروجها سالمة ولله الحمد
ثانيا:-
جلب الحشائش والأعشاب من الصحراء لتكون غذاء للبهائم حيث تخرج مع بنات جنسها على شكل مجموعات يستأنسن بالحديث ذهابا وإيابا ويساعد ويساند بعضهن البعض ويشكلن مصدر قوة… كما كانت تقوم كذلك بشراء الأعلاف وفي مقدمتها البرسيم من أماكن بيعه ببساتين القرية وتقديمه غذاء للحيوانات
ثالثا:-
ممارستها للتجارة التقليدية المنزلية فتبيع المستلزمات النسائية إلى درجة تجهيز ماتحتاجه العروس من مستلزمات الزواج والمسمى(الجهاز ) إلى جانب ممارسة الطب الشعبي وتحضير وإعداد بعض الأدوية الشعبية بجهود ذاتية مع خبرة سابقة وعلاجهن للأمراض النسائية وبعضهن تتخصص في توليد النساء الحوامل بتقديم المساعدة لهن أثناء الولادة
رابعا:-
المتعلمة منهن تقوم بتعليم بنات جنسها من الصغيرات والكبيرات مبادئ القراءة والكتابة ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وحفظ بعض سور القرآن الكريم
خامسا:-
تهيئة الوجبات الغذائية في أوقاتها المحددة مثل الجريش والقرصان والمراصيع والمصابيب….. الخ ولم يكن إعداد الطعام بتلك السهولة فلا وجود للغاز ولا للأفران الكهربائية في ذلك الوقت بل كانت وسيلة الوقود والطبخ هي إشعال النار من الحطب أو من مخلفات النخيل كالعسيب والكرب وإما عن طريق الإحتطاب من الأشجار البرية كالسمر والأرطى وهذا لايتم الحصول عليه إلا بمشقة وهو يمثل مصدر دخل لكثير من بعض الأسر ويعتبر الإحتطاب غالبا من مهام الرجل نظرا لصعوبته وتطلبه لجهد كبير
سادسا:-
لايخلوا سابقا بيتا من البيوت الا ويحتوي على البهائم مثل الأبقار والأغنام وخصوصا التي تدر الحليب فكانت رعايتها وتعهدها والحصول على حليبها من مهام المرأة (فكم أدركت شخصيا تلك المرأة وهي إحدى قريباتي تحلب بقرتها فتسخن ذاك الحليب وتسقينا منه مع أولادها وبناتها صباح كل يوم رحمها الله ومن توفي من ذويها)
سابعا:-
العلوم الشرعية ومعرفة تعاليم الدين له نصيب من وقت المرأة الأشيقرية فكانت تستمع إلى خطبة يوم الجمعة بالأماكن المنزوية و القريبة من الجامع إلى جانب خروجها لأداء صلاة العيدين والإستماع إلى الخطبة في آخر المصلى بعيدة عن الرجال
ثامنا:-
لقد قامت بتربية أبنائها تربية صالحة تتمثل في طاعة الوالدين وتأدية الصلاة في وقتها جماعة بالمسجد والبعد عن إيذاء الجيران وعن الفحش بالقول والعمل وكانت تحثهم على صلة الأرحام وإحترام الكبير والإلتزام بتعاليم الدين الحنيف
تاسعا:-
لم يكون بالماضي الجميل محلات للخياطة الرجالية أو النسائية وإنما كانت المرأة تمارس هذه المهنة لجميع أفراد عائلتها يدويا وبعد صناعة المكائن اليدوية ثم الكهربائية سارعت بشرائها فلا تجد بيتا يخلو منها فما أحلى صوت تلك المكائن اليدوية بأنامل المرأة الأشيقرية وأصبحت مهنة الخياطة بالمنزل مصدر دخل لكثير من الأسر آنذاك
عاشرا:-
كانت تتفقد جاراتها وصديقاتها وقريباتها وتقديم المساعدة لهن
وخصوصا الحوامل والنفساء والمريضات فتتعهدهن وتجهز لهن الأكل وقد أدركت منهن نماذج كثيرة يتسابقن لتطبيق مبدأ التكافل الإجتماعي
وحقيقة فالمرأة الأشيقرية ذات طموح وهمة عالية فعندما بدأ التعليم النظامي تسابقن إلى المقاعد الدراسية وواصلن تعليمهن بجد وإجتهاد ومثابرة حتى حصولهن على الشهادات الدراسية التي تؤهلهن لتأدية دورهن بالمجتمع فتخرج منهن المعلمة والطبيبةوالممرضةوالمهندسة والمحامية وحصلن على الشهادات العليا وتبوء بعضهن أعلى المناصب.. هذي هي المرأة الأشيقرية مثال يحتذى به من قبل نساء المجتمع السعودي فكن يعملن داخل المنزل ثم خارجه مع الإلتزام بالستر والحشمة والعفاف.. اللهم
إرحم أمواتهن واحفظ أحيائهن وعسى أن أكون قد قدمت جزء يسيرا من ريادة المرأة الأشيقرية..دامت أيامكم سعيدة

الباحث الإجتماعي
حمد عبدالعزيز الضويان
جدي حمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى