التصنيف: الاخبار

  • وثيقة حق الضيف بأشيقر ‏” أنموذجًا للسلوك المجتمعي المستدام في الكرم ‏”

    وثيقة حق الضيف بأشيقر ‏” أنموذجًا للسلوك المجتمعي المستدام في الكرم ‏”

    • الكرم صفة أصيلة وخلق عريق في النفس الإنسانية السوية عرفته النفوس العظيمة منذ الأزل، وهو دليل الرفعة والعزة والشرف، وغاية المجد والعلو والسمو، يمثل جزءًا من منظومة القيم والأخلاق التي شاعت في المجتمع العربي القديم قبل الإسلام مرتبطةً بمعاني أخلاقية ومنافع دنيوية، فلما جاء الإسلام أكد على الكثير من هذه القيم الأخلاقية النبيلة التي تأصلت في الشخصية العربية واحتلت هذه القيم مكانة هامة في النظام الإسلامي، وكان الكرم بجميع صوره وأشكاله أحد أهم هذه القيم التي أكدها الإسلام وجعلها سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم.

    ومن أهم صور الكرم التي حث عليها الإسلام ورغب فيها وجعلها حقًا واجبًا على كل مسلم، ورتب علها الكثير من الأجور، وجعلها دليلاً على الإيمان الصادق والطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى: إكرام الضيف القائم على العطاء والايثار والثقة بموعود الله القائل في كتابه العزيز ‏﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم‏﴾ ‏آل عمران:92، والقائل ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ سبأ: 39. والذي حثَّ النبيُّ e أمَّتَه عليه، وبيَّن لهم أنَّ ذلك من تمام الإيمان بالله تعالى واليومِ الآخر، في قوله e: (مَن كان يُؤْمن بالله واليوم الآخر فلْيُكرم ضَيْفه)، وقوله  eلما سأل: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).

    وفي البيئات الصحراوية والفقيرة التي يكثر فيها تنقل الناس من حاضرو وبادية أما سعيًا في طلب الرزق، أو فراراً من الجدب وبحثاً عن موارد المياه والكلأ، أو فرارًا من الحروب والمنازعات، يدرك الانسان بإيمانه وشهامته قيمة إكرام الضيف، ودوره كعضو في المجتمع في التكاتف مع إخوانه المسلمين لإداء هذا الواجب.

    قبل قيام الدولة السعودية الثالثة وتوحيد الجزيرة العربية كانت قرى الوشم تعاني من فراغ سياسي، واختلال أمني ترتب عليه انتشار الفقر وكثرة الحروب، وكانت أشيقر كغيرها من قرى وبلدان نجد في -ظل غياب الدولة المركزية- تمثل مجتمعا صغيرًا ‏يعيش وفق أنظمة أمنية، واقتصادية، وتجارية، وزراعية، واجتماعية، تشكلت عبر الزمن  وأصبحت عُرفًا اجتماعيًا يضبط حياة ‏المجتمع وينظم معيشته، وبداخل هذا المجتمع مارس الناس حياتهم وفق ما تمليه ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية يكمل بعضهم ‏حاجة بعضهم.

    ونظرًا لموقع أشيقر الجغرافي الذي جعلها حلقة وصل بين إقليم الوشم وإقليم القصيم، وجعلها ملتقىً للمسافرين والرحالة والتجار، وتوافر سبل الحياة فيها من موارد مائية وغذائية، فكان يكثر توافد عابري السبيل إليها على مدار العام من فئات متنوعة تجار وفقراء، حاضرة وبادية، أفراد ومجموعات، يمكثون فيها أيامًا لقضاء حوائجهم وإراحة أجسامهم في ضيافة أهل البلد الذي استشعروا معنى الكرم وحق الضيف فنقلوه من سلوك فردي اجتهادي إلى سلوك مجتمعي منظم تنظيمًا دقيقًا قائما على اتفاق أدبي بين سكان البلدة الذين وضعوا نظامًا -قل أن تجد مثله في ما حولها من البلدان- للقيام بحق الضيوف الذين يردون إلى البلدة بين الفينة والأخرى، وتقوم فكرة هذا النظام على تحويل حق الضيوف من اجتهاد فردي غير منضبط إلى عمل جماعي مُنَظّم مستدام، فقاموا بحصر جميع بساتين مزارع البلدة، وحددوا مساحاتها، ومقدار انتاجها السنوي من التمور والحبوب ، وحددوا لكل بستان مقدارً معينًا من انتاج بستانه يتحمله من حق الضيف السنوي برضًا وقناعة من مُلّاك هذه البساتين يُسَلّم عند الجذاذ والحصاد لإدارة مسؤولة _من ذوي الأمانة والعدالة_ عن جمع هذه المساهمات وتخزينها في مستودعات مخصصة لذلك، وتتولى هذه المجموعة المسؤولة القيام بحق ضيوف البلدة الذين يقيمون عادةً في غرف أنشئت خصيصًا لاستضافتهم تسمى بدور الغرباء، وتختلف الحصة المقررة لكل بستان كما سبق بناء على مساحة البستان وحجم انتاجه فكانت النسب المقررة حسب ما ورد في الوثيقة المذكور في ديوان أوقاف الصوام بأشيقر تحسب بالضيف([1])،  فيكون على هذا البستان ضيف أو أكثر، أو ثلاثة أرباع، أو نصف ضيف، أو ربع ضيف، أو سدس ضيف وهكذا، وكان أعلى نصيب مقيد أربعة أضياف ونصف، وأقل نصيب سدس الربع.

    وقد ورد ذكر هذه الوثيقة في ديوان أوقاف الصوام بأشيقر ولم يحدد تاريخ كتابتها ولا من كتبها، كتبت في (12) اثنا عشر صفحة، وعدد أسطرها (155) مائة وخمسة وخمسون سطرًا، افتتحها كاتبها بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم إثبات وقف أهل أشيقر للضيف([2])، وصنفت البساتين على حسب الآبار التابعة لها كالتالي:

    م اسم البئر إجمالي حق الضيف على البساتين التابعة له عدد البساتين التابعة له
    المجاشعية (المجيشعية) 47.74 ضيف 40 بستان
    المديبغة 52.66 ضيف 51 بستان
    الزعيزعية 20.66 ضيف 25 بستان
    الجفر 76.81 ضيف 81 بستان
    الغطفا 37.49 ضيف 29 بستان
    الغبية 44.98 ضيف 36 بستان
    السديس 38.75 ضيف 27 بستان
    البديعة 29.25 ضيف([3]) 26 بستان
    الربيعية 63.542 ضيف 67 بستان
    الإجمالي 411.792 ضيف 382 بستان

      واستمر العمل بهذا النظام عقودًا من الزمن ولم يتوقف إلّا بعد توحد المملكة العربية السعودية وحدوث تلك النقلة الحضارية التي ساهمت -بتوفيق الله- في تحقيق الأمن والأمان، ورفع مستوى معيشة السكان وتغيير أنماط حياتهم واستغنائهم عن المزارع القديمة التي أُهمِلت وأصحبت تراثًا من الماضي.

    ومن المهم هنا الإشارة إلى ان توقف العمل بهذا النظام لا يعني بأي حال من الأحوال تخلي المجتمع عامة وأهل أشيقر خاصة عن قيمهم التي تشربوها من مفاهيم وقيم الإسلام، فالقيم والمفاهيم لا تتوقف ولا تفنى بل تَتَحدّث وتتطور مع تطور المجتمعات، وما زال الكرم بجميع أشكاله صفة ملازمة، وسلوك متأصل في شخصية أهل أشيقر رفع الله به ذكرهم، وسمت به منازلهم، شهد بذلك القاصي والداني ممن يسر الله لهم زيارة هذه البلدة والتعرف عليها.

    كتبه

    الدكتور/إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السماعيل

    أشيقر

    1442/1/13 

  • ورحل المربّي إبراهيم الفريح

    ورحل المربّي إبراهيم الفريح

    ورحل المربي الفاضل الأستاذ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفريح عن دارنا إلى الدار الآخرة، وكان لأثر الرحيل تأثير كبير في نفسي وفي نفوس جميع محبيه، فقد كان للفقيد مكانة عالية في قلبي وقلب كل من يعرفه، وما ذلك إلا بسبب ما كان يتصف به الفقيد من دماثة الخلق ومن شخصية تميزت بالوفاء وبحب الآخرين وحب الخير لهم رحمه الله رحمة واسعة.

    لقد بدأت علاقتي ومعرفتي بالفقيد الغالي عندما كنت طالباً في مدرسة حوطة خالد بالرياض، والتي صار اسمها فيما بعد (مدرسة معن بن زائدة)، وذلك أواخر السبعينات الهجرية من القرن الهجري الماضي.

    وكان الأستاذ الفريح مدير المدرسة، وكان من حسن حظي أن أكون طالباً في مدرسة يديرها هذا المربي الفاضل الذي وجدنا جميعاً تحت إدارته كل عناية ورعاية واهتمام، ونعمنا بإدارة فذة، في وقت كان التعليم ما يزال في خطواته الأولى.

    ولم تكن هذه العلاقة التي تربطني بالراحل بل هي البداية لمشوار طويل من الزمالة والأخوة بيني وبينه، إذ جمعني به العمل في وزارة المعارف (التربية والتعليم)، ثم في وزارة التعليم العالي وفي عدد من الملحقيات التعليمية في الخارج.

    ولد الأستاذ إبراهيم العام 1355هـ في أشيقر في منطقة الوشم، وتلقى في بداياته الكتابة والقراءة في كتاب الشيخ موسى الموسى ثم القرآن الكريم في كتاب الشيخ عثمان أبا حسين، وختم القرآن الكريم في كتاب الشيخ عبد الله المديميغ العام 1364هـ والتحق بالعمل الوظيفي في العام 1376هـ معلماً بوزارة المعارف، وبعد عامين كلف بإدارة مدرسة معن بن زائدة بحوطة خالد بالرياض حتى نهاية العام الدراسي 1387هـ.

    خلال تلك الفترة واصل الدراسة في المعهد العلمي السعودي حتى حصل على شهادة الثانوية العامة العام 1381هـ. ومع بداية العام 1388هـ انتدب للعمل في الخارج نائباً للملحق الثقافي السعودي بالجزائر حتى نهاية العام 1392هـ. وخلال هذه الفترة واصل دراسته بجامعة الجزائر، وحصل على شهادة الليسانس في الآدب (اجتماعيات) في العام 91 /92هـ. وبعد عودته العام 1393هـ وجه للعمل بإدارة العلاقات العامة في وزارة المعارف فترة، ثم عمل باحثاً تربوياً فعضواً بلجنة العمل الدائمة بوزارة المعارف بعدها تحول للعمل إلى وظيفة مدير الشؤون الإدارية بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، فمديراً لرعاية الشباب ثم مشرفاً على مكتب مدير عام التعليم العام بها، وكلف برئاسة لجنة الامتحان للشهادة الابتدائية بالدلم في الخرج ثم عاد في العام 1401هـ إلى الوزارة للعمل خبيراً للنشاط المدرسي، وفي العام 1404هـ رشح كمدير للشؤون الإدارية بمكتب الوكيل المساعد لشؤون الطلاب، بعد ذلك عمل مندوباً دائماً للمملكة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والتعليم بتونس في الفترة من 1994م حتى 1999م من 12/9/ 1414هـ. حتى 1 /7 / 1418هـ. وللفقيد مجموعة من الأناشيد المدرسية والوطنية وأناشيد الأطفال وبعض المنولوجات التي تعالج قضايا المجتمع، وعدد من المسرحيات، للمسرح المدرسي حيث كان من أوائل العاملين على قيام المسرح المدرسي بالرياض، وقد قدم التلفزيون بعضاً من إنتاجه في هذه المجالات، كما تقدم ببعض البحوث التاريخية والإدارية والتربوية لكل من جامعة الجزائر ومعهد الإدارة العامة ووزارة المعارف بذلك الوقت.

    في مجال الحركة الرياضية والكشفية والثقافية، أشرف على تنظيم العديد من المهرجانات الثقافية والرياضية والكشفية، كما مثل وزارة المعارف في عدد من المناسبات العلمية وفي الدورات العربية المدرسية وغيرها.

    غفر الله لأخي وصديقي الأستاذ إبراهيم الفريح، وأسكنه فسيح جناته.

    عبدالله بن سعد العريفي – جريدة الرياض

  • وقف صقر بن قطامي  _ رحمه الله_

    وقف صقر بن قطامي _ رحمه الله_

    تمثل الأوقاف أحد أهم مفاخر بلدة أشيقر ذات الصيت العالي في مجال العلم والعلماء، حيث أثمرت جهود علماء أشيقر وعبر عقود من الزمن برفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الأوقاف ودورها التنموي على مستوى الفرد والجماعة، فانتشرت الأوقاف وتنوعت ‏وشملت جميع مناحي الحياة واحتياجات المجتمع.

    وقد اقترنت الأوقاف باسم أشيقر كونها أحد المعالم التي عُرِفت واشتهرت بها، فإذا ما ذُكِرت الأوقاف التاريخية كانت أوقاف أشيقر على قمة هرمها، ومن أبرز وأقدم هذه الأوقاف: وقف صَبِيح سنة ( 747 ه- 1346م)، ووقف بسام بن منيف، ووقف محمد بن بكر، ‏وكلاهما في مطلع القرن التاسع الهجري- نهاية القرن الرابع عشر ميلادي-، ووقف صقر بن قطام‏ سنة (942 ه-  1535م)، ووقف مكتبة الشيخ حسن بن علي بن بسام (945 ه –  ‏‏1538م)،  ووقف رميثة بن قضيب المؤرخ في (986 ه –  1578م)، ووقف أبناء أحمد بن ‏إسماعيل المؤرخ في سنة (1017 ه –  1608م).‏

    ووقف صقر بن قطامي بن صقر -رحمه الله- تعتبر وثيقته المؤرخة عام (942) ه، إحدى أهم وثائق الأوقاف القديمة في اُشيقر، حيث أوقف صقر بن قطامي جميع أملاكه في قرية أُشَيْقِر (حيطان ونخيل) قربة لله تعالى على جهات خير وبر متعددة تضمنت الأرامل والمساكين والمرضى وتفطير الصوام في شهر رمضان، وخصص جزء من هذه الأعيان الموقوفة لنفسه ومن بعده لبنات أخيه محمد ومن بعدهم تكون تابعة لبقية الأوقاف، وجعل نظارة الوقف لزوجته مرهجة بنت عبدالرحمن بن محمد بن ريس ‏حتى ولو طَلُقَت منه، ولها غلة أحد البساتين الموقوفة أجرة لها على النظر في ذلك‏ ، فإن ماتت قبله فتكون النظارة له ، ثم من بعدهم تكون لسليمان بن عبدالله بن مديبغ، ومن بعده لمن رضيه واتفق على أمانته أهل الصلاح والمعروف والخير من أهل البلد وله عشير الغلة، واشترط صقر في وقفه أن تكون مصارفه في بلدة أشيقر، وجعل لناظره صلاحية إيقاف جميع المصارف في حال أصاب الناس مجاعة في غير شهر رمضان وتوجيه هذا الريع لمواجهة هذه الجائحة، كما خصص جزء من الريع للأرامل اللواتي يمنعهن الحياء والتعفف عن مد اليد ، والمرضى الذين أقعدهن المرض فلا يستطيعون الوصول إلى أماكن الطعام،  وجعل ‏الأكل من سماط رمضان متاحًا لكل من حضر دون النظر لجنسه أو بلدته أو مستوى معيشته‏.

    ولحماية الوقف اشترط صقر ان “يُجَدد في كل عصر ذِكْرُه ليقرع الأسماع ما ذكر فيه من حكمة وينقله الخلف عن السلف لتنقبض عنه ‏الأطماع الكاذبة وتَقْصر ‏عن تناوله الأيدي الظالمة”، وساق العديد من الأدعية القارعة على كل من تعرض لهذا الوقف بتغيير أو تبديل أو تحريف أو أعان عليه بقول أو فعل أو مشورة.

    وكان الإقرار الشفهي من صقر بهذا الوقف بتاريخ الخامس من شعبان عام أربعين وتسع مئة من ‏الهجرة النبوية، وكُتِبت النسخة الأصلية لوثيقة الوقف ‏في شهر شوال عام اثنين وأربعين وتسعمائة من الهجرة النبوية بخط الشيخ طلحة بن حسن‏ رحمه الله، وخشية تلف الوثيقة مع طول الزمن ومرور الأيام نسخت الوثيقة مرة بعد أخرى، وكان آخر نَسْخٍ لها بتاريخ السادس عشر من شهر جماد الأول عام ثلاثة وثلاثمائة وألف من الهجرة ‏النبوية بخط الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر رحمه الله، وهذه النسخة الأخيرة موجودة ضمن ديوان أوقاف الصوّام بأشيقر المحفوظ لدى ورثة عبدالله بن عبدالعزيز بن عياف -رحمه الله- ضمن مجموعة الوثائق الخاصة بجدهم عبدالله بن سليمان ‏بن عياف -رحمه الله-.

    ومع ما شهدته المملكة العربية السعودية في العقود الماضية من نهضة حضارية وتنموية كبرى مرّ فيها المجتمع السعودي ‏بتحولات غير مسبوقة انتقل فيها من حال إلى حال، حيث تحسنت أحواله المعيشية والتعليمية والصحية ‏والاجتماعية، ونتج عنا التحولات تغيرات مجتمعية كبيرة على مستوى المدن والقرى حيث هُجرت القرى القديمة ومزارعها وتحولت إلى مزار للذكريات، ‏وكان من نتاج ذلك إهمال تلك الأوقاف التي ورثها الأجداد، والتي أسهمت وعلى مدى قرون متتالية في ‏تأمين سبل العيش والحياة الكريمة لهذه المجتمعات (وخاصة في تلك الأوقات الحرجة التي مرّت بها هذه ‏المجتمعات)، فاستغنى الناس عنها، وأُهمِلت وتعطلت منافعها، ووقف صقر بن قطامي وهو أحد هذه الأوقاف أصابه حظه من الإهمال، واستغنى الناس عنه، فتلف ‏نخله، وتعطلت منافعه، وأما أصوله (الحيطان الموقوفة) فما زالت باقية معروفة بحدودها

    ولأهمية هذه الوثيقة والحاجة لدراستها وتفكيك مضامينها،  فقد وفقنا الله -سبحانه وتعالى- للقيام بدراسة تحليلية لها صدرت في كتاب بعنوان: وثيقة وقف صقر بن قطامي بأُشَيْقِر ‏-قراءة تحليلية- قامت مؤسسة ساعي لتطوير الأوقاف مشكورة بطباعته ونشره.

    كتبه: إبراهيم بن محمد السماعيل

    1441/11/23 هـــ

  • تجديد وإحياء الأوقاف القديمة ‏”وقف صبيح أنموذجاً”‏

    تجديد وإحياء الأوقاف القديمة ‏”وقف صبيح أنموذجاً”‏

    شهدت المملكة العربية السعودية في العقود الماضية نهضة حضارية وتنموية كبرى مرّ فيها المجتمع السعودي بتحولات غير ‏مسبوقة انتقل فيها من حال إلى حال، فتحسنت أحواله المعيشية والتعليمية والصحية والاجتماعية، ونتج عن هذه التحولات ‏تغيرات مجتمعية كبيرة على مستوى المدن والقرى.‏

         نتج عن هذا التغير الكبير في بنية المجتمع أن هُجرت القرى القديمة ومزارعها وتحولت إلى مزار للذكريات، وكان من نتاج ذلك ‏إهمال تلك الأوقاف التي ورثها الأجداد، والتي أسهمت وعلى مدى قرون متتالية في تأمين سبل العيش والحياة الكريمة لهذه ‏المجتمعات (وخاصة في تلك الأوقات الحرجة التي مرّت بها هذه المجتمعات)، فاستغنى الناس عنها، وأُهمِلت وتعطلت منافعها، ‏وتلفت أعيانها.‏

         وأداءً للواجب القيمي بالوفاء لأولئك الأسلاف الذين أوقفوا هذه الأوقاف، رغم ضيق ذات اليد استشعاراً منهم رحمهم الله ‏بضرورة تأمين مصادر عيش مستدامة لمجتمعاتهم المحلية كان من الضروري التنادي لإحياء هذه الأوقاف وتجديدها (رغم عدم ‏الحاجة إلى ريعها) لضمان جريان أجرها لمن أوقفها، وللحفاظ على هذا الإرث التاريخي الحضاري الذي تميزت به هذه ‏المجتمعات.‏

         ووقف صبيح ببلدة أشيقر، والذي تعتبر وثيقته أقدم وثيقة وقفية بإقليم نجد والمؤرخة عام 747ه، ساهم وعبر أكثر من 700 ‏عام في تنمية المجتمع المحلي في مجالات متعددة، إلى أن تعطلت منافعه كغيره من الأوقاف نتيجة للتحسن الكبير الذي طرأ ‏على حياة المجتمع في العقود الأخيرة وكان سبباً في تخلي الناس عن هذه الأوقاف القديمة، واستغنائهم عنها، وانشغالهم ‏بتحصيل موارد رزقهم من وسائل حديثة.‏

         ولأهمية هذا الوقف، وللدور الكبير الذي ساهم به في تنمية المجتمع عبر قرون طويلة، ووفاء لمن أوقفه، ورغبة في استمرار أجره، ‏قام الأستاذ: إسماعيل بن إبراهيم السماعيل عام 1427ه، بمبادرة حسنة، محتسبا أجره على الله، ومستشعراً ما ورد في نص ‏الوثيقة من تجديد له “….. لينقله الخلف عن السلف، ولا يتعرض لإبطاله التلف….”، بإحيائه واستصلاح حيطانه بعد أن ‏تحول ما على أرضه إلى أعجاز نخلٍ خاوية، وأصبح عديم الخراج والنفع مع تقادم الأعوام عليه، وانحسار الماء من الآبار التي ‏كانت مصدر سقيا لتلك الأوقاف، فجلب له الماء من حائط الجفرة المجاور من جهة الجنوب (وهو وقف لأسرة آل إسماعيل) ‏عبر تمديدات ريّ حديثة، واستصلح أرضه بالإبقاء على ما كان حياً من نخيله، وغرس ما تبقى من الأرض بالنخل، وأصلح ‏مداخل ومخارج سيله، وحمى أرضه بسياجٍ حديدي، فعادت له الحياة، وزال خطر انقطاعه، ولا يزال من أحياه قائماً على ‏رعايته إلى يومنا هذا باذلاً من ماله وجهده، كتب الله له القبول والأجر، وكان لمبادرته هذه الأثر الواضح في استمرار هذا ‏الوقف، واستمرار نفعه وأجره.‏

  • رسالة إلى أهالي بلدة أشيقر آبَاؤنا وَرّثوا … فَمَا وَرّثْنا؟

    رسالة إلى أهالي بلدة أشيقر آبَاؤنا وَرّثوا … فَمَا وَرّثْنا؟

     تحظى بلدة أشيقر بشهرة تاريخية متميزة على مستوى المملكة العربية السعودية عامة وإقليم نجد خاصة، ‏تشكلت عبر قرون من الزمان، وقد دخلت أشيقر التاريخ من أوسع أبوابه من خلال معلمين بارزين هما: ‏العلم، والأوقاف، فالحركة العلمية التي ازدهرت في أشيقر في القرون الماضية ( القرن العاشر، والحادي عشر، ‏والثاني عشر الهجري)، والحركة الوقفية التي صاحبت هذه الحركة العلمية سَطَّرا جميعاً هذا التاريخ المشرق، ‏فما ذكرت بلدة أشيقر إلا وذكر معها وقف صبيح ، وصقر بن قطام، ورميثة بن قضيب، ومع مرور الزمن ‏وتبدل الأحوال انتقلت أشيقر وللأسف من متن التاريخ إلى هامشه، وتراجع حضورها وأثرها في هذين ‏المعلمين البارزين، ولم يستطع أهالي أشيقر المحافظة على هذا التميز، وأصبحوا يعيشون على ذكريات هذا ‏التاريخ ويتفاخرون به، وخاصة بعد أن تعطلت منافع تلك الأوقاف القديمة وفقد المجتمع أثرها التنموي، ‏وتلاشت الحركة العلمية بغياب العلماء ومجالس العلم.‏

         ونحن اليوم “ولإعادة ذلك الوهج الحضاري” في أمسّ الحاجة إلى تجديد هذا التاريخ، والانتقال من عقلية ‏‏”أولئك آبائي”، إلى عقلية “ولكن الفتى من قال ها أنا ذا”، من خلال إحياء تلك المعالم البارزة التي رفعت ‏من شأن هذه البلدة ورسّخت حضورها في تاريخ المنطقة وخاصة معلم الأوقاف الذي اشتهرت به أشيقر ‏حتى لا تكاد تجد حاجة من الحاجات البشرية الأساسية والفرعية إلا وقد أخذت نصيبها من الأوقاف.‏

         ولا شك أن انحسار الأوقاف كمعلم ديني وحضاري واجتماعي لم يكن بسبب إعراض سكان أشيقر عن ‏البذل والعطاء في مجال الخير، فهم أهل البذل وأهل الخير، وأصحاب أيادٍ بيضاء عُليا، وما زالت قلوبهم ‏تنبض بالإيمان وحب الخير، وتشهد لهم ساحات العمل الخيري والوقفي في جميع أرجاء هذه البلاد المباركة.‏

    ‏      ومن هذا المنطلق فإن أهالي أشيقر جميعاً غنيّهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم، مدعوون ‏للمساهمة في إحياء هذه الإرث التاريخي والعمل على إنشاء الأوقاف التي يحتاجها أبناء هذه البلدة من ‏خلال إنشاء الصناديق الوقفية لتغطية احتياجات البلد في مناحي الحياة المتنوعة والتي منها على سبيل ‏المثال لا الحصر ” الصندوق الوقفي للمساجد، والصندوق الوقفي الصحي، والصندوق الوقفي التعليمي، ‏والصندوق الوقفي للزواج، والصندوق الوقفي لرعاية الأرامل والمطلقات وكبيرات السن، والصندوق الوقفي، ‏الصندوق الوقفي للإسكان، والصندوق الوقفي لرعاية المناشط التربوية والدعوية، … الخ”، وغيرها من ‏الصناديق والتي ستؤمن أصولاً ثابتة ومستدامة تُحقق ريعاً مستمراً يغطي احتياجات مصارف هذه ‏الصناديق، وتقع مسؤولية ذلك في المقام الأول على المؤسسات الخيرية، وأئمة المساجد، ووجهاء البلد، ‏لتكون هذه الأوقاف بإذن الله أماناً للأجيال القادمة وتحقق لهم الرفاهية والحياة الكريمة.‏

  • مجدد الوثائق الوقفية بأشيقر عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ‏ ‏ ‏_ رحمه الله_‏

    مجدد الوثائق الوقفية بأشيقر عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ‏ ‏ ‏_ رحمه الله_‏

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مجدد الوثائق الوقفية بأشيقر

    عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ‏

    _ رحمه الله_

    اشتهرت بلدة أشيقر بكثرة وقدم أوقافها، وقد حفظ الله وثائق الأوقاف من التلف عبر عقود من الزمن بتجديد هذه الوثائق كلما خيف عليها من التلف وكلما تقدم تاريخ الوثيقة زاد عدد مَرّات نسخها، وقد تولى العلماء وطلبة العلم القيام بمَهمّة النقل والنسخ للوثائق التالفة، ومن أشهر من قام بهذه المهمة وخاصة في القرون المتأخرة (القرن الثالث و الرابع عشر) الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عامر الأسلمي الشمري، الذي ولد في أُشَيْقِر عام 1259ه، ونشأ بها، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في كتاتيبها، درس على جده لأمه الشيخ محمد بن عبداللطيف الباهلي -رحمه الله-، طلب العلم على علماء الوشم وسدير والقصيم، ومن أشهر مشايخه: الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى، ‏قاضي الوشم في شقراء، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قاضي سدير، والشيخ محمد بن عبدالله بن ‏سليم، وعبدالعزيز بن محمد بن مانع في القصيم، وبعد عودته إلى أشيقر من رحلته العلمية تولى إمامة جامع الفرعة، ثم تولى إمامة جامع أُشَيْقِر بعد وفاة الشيخ محمد بن فنتوخ، واستمر إمامًا للجامع إلى عام 1351ه، كان من أبرز الوراقين في نجد في القرن الثالث عشر الهجري تميز بخط جميل متقن عُرف به عند المشايخ والقضاة، ويُضرب بخطه المثل في قولهم (مثل خط ابن عامر ما يبطل)، واستحوذ نسخ الوثائق على اهتمامه، بالإضافة إلى نسخه لكثير من المخطوطات، ‏نسخ بخطه عدة نسخ من القرآن الكريم، كما نسخ عشرات الكتب في علوم مختلفة، منها على سبيل المثال: كتاب الرد على شبهات المستعينين بغير الله من تأليف شيخه أحمد بن إبراهيم بن عيسى ‏وفرغ من نسخه عام 1397ه، وكتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب وفرغ منه عام 1301ه وجعله وقفًا على طلبة العلم بأشيقر والناظر عليه إمام الجامع، وكتاب ‏ ديوان المتنبي وفرغ منه عام 1293ه‏، وغيرها من الكتب ذكر منها ابن بسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ستة عشر كتابًا، كما نسخ مئات الوثائق والمكاتبات منها نسختان من ديوان أوقاف ‏الصوام بأُشَيْقِر محفوظة لدى ورثة عبدالله بن عبدالعزيز بن عياف -رحمه الله- بلغ عدد الوثائق التي نقلها بخط يده في النسخة الأولى 54 وثيقة، وفي النسخة الثانية 79 وثيقة.

    كان له اهتمام بالطب العربي، وكان يسجل بقلمه ما يمر عليه من الفوائد في الطب والفلك وغير ‏ذلك، ألف منسكًا للحج فرغ منه عام 1305ه، وله رسالة في تحريم الحشيش، ‏وكان -رحمه الله- يقرض الشعر فصيحه وعاميه وله عدة قصائد من بينها قصيدة في الزهد تبلغ ‏أبياتها ستًا وستين بيتًا. ‏تولى -رحمه الله- الوكالة على أوقاف الصوام بأُشَيْقِر بالاشتراك مع عبدالله بن سليمان بن عياف، ‏وبعد وفاة ابن عياف عام 1326هـ استقل بها حتى وفاته، “توفي -رحمه الله- عام 1356ه.

    كتبه: إبراهيم بن محمد السماعيل

    1441/11/23 هــ

  • ديوان أوقاف الصوام بأُشَيْقِر

    ديوان أوقاف الصوام بأُشَيْقِر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ديوان أوقاف الصوام بأُشَيْقِر

         بلدة أُشَيْقِر تلك البلدة الصغيرة في حجمها الكبيرة في أثرها القابعة في منطقة الوشم بوسط إقليم نجد، تمثل عبر تاريخها الطويل شامة بين المدن النجدية كمركز علمي، ومخزن وثائق تاريخية، وأوقاف خيرية وذرية.

    اشتهرت أُشَيْقِر بكثرة وقِدَمِ أوقافها وذلك نتيجة للحركة العلمية التي ظهرت فيها ‏والتي تعود إلى ما قبل ‏القرن الثامن الهجري، ‏‏الرابع عشر الميلادي وساهمت في زيادة الوعي المجتمعي ‏بأهمية ‏التكافل الاجتماعي وضرورته لبقاء المجتمع وتماسكه مع ما فيه من الأجر والثواب ‏العظيم، وكان الوقف أحد أهم صور تحقيق قيمة التكافل بين المسلمين، فتسابق الناس في هذا الميدان فانتشرت الأوقاف وتنوعت ‏وشملت جميع مناحي الحياة واحتياجات المجتمع، ووصل اهتمام أهل أُشَيْقِر بالأوقاف انك لا تكاد تجد بستانا إلا وبه جزء موقوف أما ‏أرض أو نخل أو أثل سواء وقفا عاما أو ذريًا.‏

     وقد تنوعت الأوقاف وشملت جميع مناحي الحياة واحتياجات المجتمع، والثابت اليوم حسب المصادر المتوفرة أن أول وصية وقفية مؤرخة في منطقة نجد هي وصية صَبِيح([1]) سنة ( 747 ه- 1346م)، ثم وقفية بسام بن منيف([2])، ووقفية محمد بن بكر([3])، وكلاهما في مطلع القرن التاسع الهجري- نهاية القرن الرابع عشر ميلادي-، ثم وصية صقر بن قطام ([4]) المؤرخة في سنة (942 ه-  1535م)، ووقف مكتبة الشيخ حسن بن علي بن بسام (945 ه –  1538م)،  ثم وصية رميثة بن قضيب([5]) المؤرخة في (986 ه –  1578م)، ووقف أبناء أحمد بن إسماعيل المؤرخ في سنة (1017 ه –  1608م).

    وجاءت الأوقاف على نوعين فمنها أوقاف عامة، وأوقاف خاصة (ذرية)، أما الأوقاف العامة فقد تنوعت أصولها لتمثل شكل الحياة والمناشط الاقتصادية في البلد فمنها الأصول الثابتة وأغلبها الأراضي الزراعية، وبساتين النخيل، والآبار والأصول المنقولة وأغلبها من مستلزمات الحياة اليومية مثل: المصاحف والكتب، أدوات الحرث والزراعة، أدوات الري، وأدوات الطبخ (قدور، مقارص، رحا)، الموازين وأدوات الكيل كالصاع والمد، ..الخ، وتنوعت مصارفها لتغطي جميع احتياجات المجتمع بكل فئاته (التعليم، وعمارة المساجد وصيانتها، والاطعام، والعلاج، وإضاءة الطرق، والاكفان ومستلزماتها من لِبْنٍ وخوص، وتفطير الصوام في رمضان وغيره، وإصلاح الجسور والطرقات والجُدر، وسقيا الماء للأفراد والمزا رع مع مستلزماتها من الدلاء والقرب وغيرها من الأدوات، ومستلزمات الأمن كبناء وصيانة أبراج المراقبة، واعتاق العبيد، ومستلزمات الطبخ كالملح والدهن وغيرها، وصيانة الأودية والشعاب وتنظيفها….الخ، وقد حضي تفطير الصوام في رمضان ومواسم الصوم الأخرى بحظ وافر من الأوقاف في أُشَيْقِر سواء كانوا فقراء أو أغنياء من أهل البلد أو من ‏خارجها، ووضع لأوقاف الصوام هذه وكيل([6]) يقوم عليها رعايةً وصيانةً ‏ومتابعةً وحفظ ثمرتها وتخزينها لتفطير الصوام وذلك في المساجد المشهورة بأُشَيْقِر  كالجامع الكبير، ‏ومسجد الفيلقية، ومسجد الشمال، وقد جمع أغلب هذه الأوقاف المخصصة للصوام في ديوان سمي بديوان ‏أوقاف الصوام بأُشَيْقِر .‏

    ومما ميز الأوقاف في أُشَيْقِر  أن الكثير منها نص فيه الواقفون على تعطيل جميع مصارف الوقف في حال أصاب الناس مجاعة عامة وتوجيه الغلة كلها لمواجهة هذه المجاعة، بل إن بعض الأوقاف خصصت فقط لمن وصل بها الحال الى مرحلة متقدمة من الجوع أصبح بسببها يجول في الطرقات ليلا ويصيح بأعلى صوته من شدة الجوع ليتساقطون هلكى عند أبواب البساتين والبيوت وفي الطرقات، ولم تغفل الأوقاف عن الفئات الأكثر تعففا والتي يمنعها الحياء أو العجز عن الوصول الى أماكن الطعام الموقوف فجاءت بعض الأوقاف بتخصيص جزء من ريعها للنساء اللاتي يشتهين الطعام ويستحين أن يخرجن للحصول عليه، والمرضى المقعدين في بيوتهم.

    أما الأوقاف الخاصة بالذرية فقد حظيت باهتمام كبير من أهل أُشَيْقِر  وكان لها دور كبير في حماية الاسر ‏من الفقر جيلا بعد ‏جيل فكانت تتضمن بعد استراتيجي اذا لو تركت إرثا لتفتت هذه الأملاك بين الورثة ‏وانعدم أثرها، كما كان لبعض هذه ‏الأوقاف دور في منع الهجرة من البلد حيث جاء في بعضها أنها وقف ‏على من سكن في أُشَيْقِر ، ومن خرج منها فليس له ‏شي حتى يرجع إليها، ونتيجة لكثرة الأمراض والوفيات التي كانت تجتاح المجتمعات الريفية والتي تسبب في هلاك الكثير من الأفراد بل ‏وتنقرض بسببها ‏الأسر فقد حرص الواقفون لضمان استمرار نفع أوقافهم ودوام أجرها على جعل مصرف ‏أوقافهم الذرية في حال انقراض ‏الذرية على الفقراء والمساكين.‏

     ومع تعدد الأوقاف بأُشَيْقِر وتنوعها فقد قام بعض علماء أُشَيْقِر بمحاولة حصر هذه الأوقاف وجمعها في ديوان مستقل، وأول من انبرى لذلك الشيخ محمد بن عبد اللطيف الباهلي (ت 1278هـ)([7])، الذي كتب ديوانًا جمع فيه جملة ما في أُشَيْقِر من الأوقاف، قال في مقدمته: (بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله، إثبات خير إن شاء الله تعالى، يعلم الواقف على ذلك والسامع له أن خواص البلد سألوني أن أكتب لهم جملة ما في البلد من الأوقاف فأجبت، واستعنت بالله، فإنه نعم المولى ونعم النصير) ([8])، وقد صادق على صحة ما في الديوان قاضي بلدان الوشم، ثم الرياض الشيخ محمد عبد اللطيف آل الشيخ في سنة 1334هـ ([9])، وقد زاد على هذا الديوان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عامر (ت1356 هـ) ما عثر عليه من وقفيات وما استجد من أوقاف أخرى بعد التدوين الأول([10])، ورغم احتواء هذا الديوان لوثائق أوقاف كثيرة ومتنوعة بلغ عددها سبعًا وستين وثيقة، إلَّا أن أوقاف الصوام قد استحوذت على أكثره فاشتهر باسم: ديوان أوقاف الصوام بأُشَيْقِر‏، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الديوان لم يستوعب جميع وثائق الأوقاف بأُشَيْقِر‏، حيث يوجد الكثير من الوثائق مازال محفوظًا عند عدد كبير من الأسر.

    ولهذا الديوان أكثر من نسخة([11])، وبين هذه النسخ اختلاف في عدد الوثائق، وترتيبها، والرسم الإملائي لبعض كلماتها، ومن أشهر هذه النسخ: نسخة آل عياف وهي محفوظة لدى ورثة عبدالله بن عبدالعزيز بن عياف رحمه الله، نُقِل أغلب ما تضمنته من وثائق بخط الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر، وتتكون من دفترين:

         الدفتر الأول: عدد صفحاته 116 صفحة، وقد كُتِب على الصفحة الداخلية للغلاف الأمامي العبارة التالية: “هذا الدفتر لعيال عبدالله بن سليمان بن عياف، قاله كاتبه إبراهيم بن صالح بن عيسى([12])“، كما كتبت العبارة نفسها على الصفحة الداخلية للغلاف الخلفي بدون ذكر اسم الكاتب، ومقاس صفحات هذا الدفتر 10.17×17سم، وعدد الوثائق التي تضمنها هذا الدفتر: 74‏ وثيقة، منها 67 وثيقة وردت في الدفترين (1، 2)، وسبع وثائق انفرد بها الدفتر رقم 1، وبلغ عدد الوثائق التي نقلها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر بخطه 54 وثيقة.

    الدفتر الثاني: عدد صفحاته 167 صفحة، في مجموعتين، المجموعة الأولى تتضمن عددا من الوثائق مرقمة من 1-144، والمجموعة الثانية تتضمن وثيقة واحدة تمثل تاريخ محمد بن يوسف، وهي مرقمة من 1-23، ومقاس صفحاتها 12.5×17سم، وقد كُتِب على الصفحة الداخلية للغلاف الأمامي العبارة التالية: “مل([13]): عبدالله بن سليمان بن عياف بن محمد في سنت واحد …….. ([14])“، وعدد الوثائق التي تضمنها هذا الدفتر: 114 وثيقة، منها 67 وثيقة وردت في الدفترين (1، 2)، و47 وثيقة انفرد بها الدفتر رقم 2‏، وبلغ عدد الوثائق التي نقلها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر بخطه 79 وثيقة.

     

    كتبه

    إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السماعيل

    أشيقر

    1441/11/17 هـــ

  • الموافقة على إنشاء جمعية تعليم القرآن الكريم وعلومه بأشيقر

    الموافقة على إنشاء جمعية تعليم القرآن الكريم وعلومه بأشيقر

    أصدر معالي وزير الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية المهندس/أحمد بن سليمان الراجحي قرارا بالموافقة على إنشاء جمعية تعليم القرآن الكريم وعلومه بأشيقر .
    حيث تسعى الجمعية لتحقيق الأهداف التالية :
    – تصحيح تلاوة القرآن الكريم .
    – تحفيظ القرآن الكريم .
    – إعداد المعلمين والمعلمات . للعمل في حلقات القرآن الكريم .
    – غرس تعظيم كتاب الله تعالى لدى المجتمع .
    – العناية بحفاظ القرآن الكريم وتشجيعهم .

    وتم اعتماد تشكيل مجلس الإدارة كالتالي :

    الأستاذ/خالد بن عبدالعزيز الحسيني (رئيس)
    الأستاذ/فهد بن عبدالعزيز الحسيني (نائب الرئيس)
    الأستاذ/حمد بن ابراهيم السماعيل (المشرف المالي)
    الأستاذ/خالد بن عبدالله أباحسين (عضو)
    الأستاذ/مشعل بن عبدالرحمن القصيّر (عضو)
    الأستاذ/حسن بن عبدالله القحطاني (عضو)
    الأستاذ/مصعب بن عبدالعزيز المنصور (عضو)

  • لجنة التنمية بأشيقر تطلق مبادرة (نعود بحذر)

    لجنة التنمية بأشيقر تطلق مبادرة (نعود بحذر)

    أطلقت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بأشيقر اليوم الخميس الموافق 1441/11/4هـ وبمشاركة من الجهات الحكومية بأشيقر وبرعاية من مخازن البلاستيك مبادرتها التوعوية (نعود بحذر) دعماً للإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس كورونا ، و تتضمن هذه المبادرة توزيع حقائب على الدوائر الحكومية انطلاقاً من مركز أشيقر ، وتحتوي الحقيبة على معقم جل ومعقم بخاخ وقفاز وكمام ، كما تم توزيعها على الجاليات غير الناطقة بالعربية لاحتوائها على بروشور توعوي بعدة لغات ، وتأتي المبادرة التزاماً بالرسالة الوطنية والواجب المجتمعي ؛ للإسهام في مساندة توجيهات حكومتنا الرشيدة التي تعمل عليها الجهات المعنية لخدمة الوطن والمواطن والمقيم والتوعية للحد من انتشار الفيروس والتحذير من آثاره الصحية والاجتماعية .

    https://youtu.be/4cEIZtkyXpM

  • بلدية أشيقر تقوم بتجهيز مكان للصلاة على الجنائز بالمقبرة

    بلدية أشيقر تقوم بتجهيز مكان للصلاة على الجنائز بالمقبرة

    قومكقوم بفي تقديم مبادرات تخدم المجتمع قامت بلدية أشيقر بتجهيز مكان في المقبرة للصلاة على الجنائز مراعية استقامة الصفوف والاحترازات الوقائية في التباعد الاجتماعي .

    ونحن في مجالس أشيقر نتقدم بالشكر الجزيل لرئيس البلدية الأستاذ عبدالرحمن الصالح وزملائه موظفي البلدية على مايبذلونه من جهود متميزة في خدمة المجتمع .

  • مركز صحي أشيقر ينفذ جولات على سكن العمال

    مركز صحي أشيقر ينفذ جولات على سكن العمال

    قام مركز الرعاية الصحية الأولوية بأشيقر بعدد من الجولات الرقابية على مساكن العمال و التأكد من كون السكن ملائم وصحي الإضافة إلى كشف مبدئي من الفريق الصحي لأعراض فايروس كورونا وتقديم العديد من النصائح والتوجيهات للوقاية من الفيروس .

  • خلك بدارك واقتصر بالزيارات

    خلك بدارك واقتصر بالزيارات

    اليوم انا بالدار والقلب محتار

    ودي بربعي لكن اقول هيهات

    واليوم انا بالدار ولا شفت انا الجار

    سبة كرونا خلت الكل بشتات

    ثم اتعبتنا بين الصغار وكبار 

    ياما سمعنا من سببها وفيات

    وياما استفدنا من علوم  مفيدات

    وياماوصلتنا من طويلين الاعمار

    ابو فهد هو عزنا كل الاوقات

    ومعه محمد  والنعم بابن الاخيار

    دايم معه في كل وقت ولحظات

    هذي الشهامه دايمه طبع الاحرار 

    لوزير صحتنا  جزيل التحيات

     يامابذل مجهود في درأ الاخطار

    واليوم حنا واجب نلزم الدار 

    ولا به مجال بين روحه وجيات

     هذي نصيحه نقصر اليوم مشوار

    خلك بدارك واقتصر بالزيارات

    واسمع كلام الصدق في سمع الأخبار

    ولاتطاوع اللي ينشرون الاشاعات

     وأيام راحت كلنا تحت الانظار

     مرت علينا وفي نظرنا صعيبات

    سبة كرونا سببت هم واكدار

    وخلك فهيم لاتجيك العقوبات 

    يالله يالمعبود علام الاسرار

    تجعل ليالينا بخير وهنيات.

  • بنرات توعوية في ميادين أشيقر للوقاية من فيروس كورونا

    بنرات توعوية في ميادين أشيقر للوقاية من فيروس كورونا

    قام مركز أشيقر للرعاية الصحية الأولية بمبادرة توعوية للمواطنين والمقيمين للوقاية من فيروس كورونا وذلك بوضع بنرات في الشوارع والميادين .
    بمشاركة من مركز أشيقر وبلدية أشيقر ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية .

    حيث أطلق المركز قبل عدة أسابيع مبادرة بعنوان ( خلك بالبيت وعلاجك يوصلك ) وذلك لمراجعي عيادة الأمراض المزمنة ( السكر ، الضغط ) ضمن المبادرات التي تحد من انتشار فيروس كورونا .