إضغط هنا لتنتقل 

مقالات

عراوي .. قصة كفاح في تاريخ الأجداد

عندما نسترجع حكايات وقصص تاريخ الآباء والأجداد بالتأكيد نأخذ منها العبر والحكم وتكثر معها الذكريات ونعيش معها خيالا واسعا يأخذنا إلي عالم امتزجت فيه صعوبة العيش مع البساطة وحرارة الشمس مع الابتسامة وجفاف الأرض مع الكرم في مجتمع وقر الكبير وعطف على الصغير وتقاسم فيه الناس سبل العيش.. هنا تأخذني الذكريات إلى قصة كفاح رجلا بسيطا امتلك الحكمة من مدرسة الحياة حيث كانت مراجعة التجارب وشهاداته حب الناس وعاش متنقل بين أكثر من مدينة من أجل طلب الرزق.. إنه عبدالله بن محمد بن عثمان بن يوسف (1341-1427) أبوعزيز “رحمه الله” من أهالي مدينة أشيقر والمعروف بـ”عراوي” نسبتا إلي مساكات اليد في “بيالات” فنجال الشاي حيث كان لها قصة وما أكثر القصص الجميلة في حياة أبوعزيز.

   الكثير وعبر أكثر من منبر تناول قصة تسمية عرواي ومدى اعتزازه وفخره وتمسكه بهذا الاسم وعن علاقته بسيارات “الددسن” حيث كان يوردها إلي مدينتي الدوادمي وعفيف فعرفت في ذلك الوقت “وارد عرواي” إلي أن سميت “عرواي وأبوعزيز” والتي ارتبطت معها قصة وقصيدة جميلة ومشهورة مطلعها

“لعنبو ذا الوجه ياوارد عراوي …كيف غرزتي بنا وأنتي جديدة”

 وهي معروفة للكثير.. لذلك لا أريد الحديث عن سبب تسمية أو سرد قصيدة أو كتابة قصة بقدر ما أريد الحديث عن إنسان ارتبط لقبه بتاريخ القصيدة الشعبية وفكره بفنون التجارة وعمله بقصص النجاح والكفاح حتى غير الكثير من المفاهيم والأفكار في طرق البيع والتعامل والثقة والأمانة وأن طلب الرزق يحتاج إلي كفاح وعزيمة. فقد تحدى رغم بساطته صعوبة العيش والتنقل والظروف التي كانت تحيط به إلي أن استقر متنقلا بين الرياض وعفيف.. حتى وهو في تنقله وكده لم ينسى استقرار أسرته على حساب همه وتعبه وربما صحته فوفر لها ما استطاع من رغد العيش والحياة الكريمة.

  أبوعزيز الإنسان المتسامح في تعامله البسيط في عباراته والذي عرفته وعاصرته حقق ورغم قله تعليمه الكثير من المكتسبات بالعفوية والبساطة وبُعد النظر والتعامل وحسن الخلق الذي نشأ وتربى عليها أبنائه.. فحمل رسالة ومسؤولية وصل بها إلي بر الأمان حيث كان له عددا من الأبناء الفاضلين الذين أصبح لهم اليوم بصمة في المجتمع.. هنا أناشد المهتمين بالتراث والثقافة والأدب وتاريخ الآباء إعطاء هذا الشيخ الفاضل حقه بتناول حياته وكفاحه والقصص التي ارتبطت به خصوصا في طرق البيع والثقة والأمانة واستخلاص العبر منها من مصادرها الموثقة وتقديمها لتستفيد منها الأجيال القادمة كنوع من التكريم لشخصية اجتماعية لها بصمة في تاريخ منطقة نجد تستحق الكثير والكثير .. حيث لا أملك أن أقول هنا إلا رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ياوالد الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى