إضغط هنا لتنتقل 

مقالات

مجدد الوثائق الوقفية بأشيقر عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ‏ ‏ ‏_ رحمه الله_‏

بسم الله الرحمن الرحيم

مجدد الوثائق الوقفية بأشيقر

عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ‏

_ رحمه الله_

اشتهرت بلدة أشيقر بكثرة وقدم أوقافها، وقد حفظ الله وثائق الأوقاف من التلف عبر عقود من الزمن بتجديد هذه الوثائق كلما خيف عليها من التلف وكلما تقدم تاريخ الوثيقة زاد عدد مَرّات نسخها، وقد تولى العلماء وطلبة العلم القيام بمَهمّة النقل والنسخ للوثائق التالفة، ومن أشهر من قام بهذه المهمة وخاصة في القرون المتأخرة (القرن الثالث و الرابع عشر) الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عامر الأسلمي الشمري، الذي ولد في أُشَيْقِر عام 1259ه، ونشأ بها، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في كتاتيبها، درس على جده لأمه الشيخ محمد بن عبداللطيف الباهلي -رحمه الله-، طلب العلم على علماء الوشم وسدير والقصيم، ومن أشهر مشايخه: الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى، ‏قاضي الوشم في شقراء، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قاضي سدير، والشيخ محمد بن عبدالله بن ‏سليم، وعبدالعزيز بن محمد بن مانع في القصيم، وبعد عودته إلى أشيقر من رحلته العلمية تولى إمامة جامع الفرعة، ثم تولى إمامة جامع أُشَيْقِر بعد وفاة الشيخ محمد بن فنتوخ، واستمر إمامًا للجامع إلى عام 1351ه، كان من أبرز الوراقين في نجد في القرن الثالث عشر الهجري تميز بخط جميل متقن عُرف به عند المشايخ والقضاة، ويُضرب بخطه المثل في قولهم (مثل خط ابن عامر ما يبطل)، واستحوذ نسخ الوثائق على اهتمامه، بالإضافة إلى نسخه لكثير من المخطوطات، ‏نسخ بخطه عدة نسخ من القرآن الكريم، كما نسخ عشرات الكتب في علوم مختلفة، منها على سبيل المثال: كتاب الرد على شبهات المستعينين بغير الله من تأليف شيخه أحمد بن إبراهيم بن عيسى ‏وفرغ من نسخه عام 1397ه، وكتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب وفرغ منه عام 1301ه وجعله وقفًا على طلبة العلم بأشيقر والناظر عليه إمام الجامع، وكتاب ‏ ديوان المتنبي وفرغ منه عام 1293ه‏، وغيرها من الكتب ذكر منها ابن بسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ستة عشر كتابًا، كما نسخ مئات الوثائق والمكاتبات منها نسختان من ديوان أوقاف ‏الصوام بأُشَيْقِر محفوظة لدى ورثة عبدالله بن عبدالعزيز بن عياف -رحمه الله- بلغ عدد الوثائق التي نقلها بخط يده في النسخة الأولى 54 وثيقة، وفي النسخة الثانية 79 وثيقة.

كان له اهتمام بالطب العربي، وكان يسجل بقلمه ما يمر عليه من الفوائد في الطب والفلك وغير ‏ذلك، ألف منسكًا للحج فرغ منه عام 1305ه، وله رسالة في تحريم الحشيش، ‏وكان -رحمه الله- يقرض الشعر فصيحه وعاميه وله عدة قصائد من بينها قصيدة في الزهد تبلغ ‏أبياتها ستًا وستين بيتًا. ‏تولى -رحمه الله- الوكالة على أوقاف الصوام بأُشَيْقِر بالاشتراك مع عبدالله بن سليمان بن عياف، ‏وبعد وفاة ابن عياف عام 1326هـ استقل بها حتى وفاته، “توفي -رحمه الله- عام 1356ه.

كتبه: إبراهيم بن محمد السماعيل

1441/11/23 هــ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى